My feature about Hull City, including an exclusive interview with Hull City President Assem Allam, published at Al Jazeera Sport website on December 13th (Original article deleted from the old website after the re-branding of the Al Jazeera Sport).
The full text in Arabic:
في الأسبوع الماضي تقدم مالك نادي هال سيتي عاصم علام بطلب
رسمي إلى الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم من أجل تغيير اسم النادي رسمياً إلى هال
تايغرز، وهو الأمر الذي كان قد أعلن عنه رجل الأعمال البريطاني ذو الأصول المصرية
قبل أشهر قليلة وأثار من خلاله الكثير من الجدل، ليس فقط بين صفوف مشجعي ناديه بل
أيضاً في الأوساط الإعلامية البريطانية ومشجعي العديد من الأندية الأخرى داخل
إنكلترا وخارجها.
علام، الذي لعب دوراً كبيراً في إنقاذ النادي من الإفلاس
في عام 2010، وقاده خلال فترة وجيزة للصعود إلى مصاف أندية البريميير ليغ، يرى أن
تغيير اسم النادي إلى "هال تايغرز" أو "نمور هال" سيكون له
دوراً كبيراً في نجاحه كمؤسسة تجارية قادرة على البقاء والمنافسة بين الأندية
الكبرى التي لا تواجه الكثير من المصاعب في الحصول على إيرادات، في عصر أصبحت فيه
كرة القدم قطاعاً اقتصادياً أهم ما فيه هو إيجاد الدخل المادي الكافي لمواجهة
المصاريف الخيالية المطلوبة لبقاء النادي، خاصة مع قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة
القدم الجديدة الخاصة باللعب المالي النظيف، والتي يتوجب من خلالها على كل فريق أن
لا ينفق أكثر من دخله.
أما المعارضون لهذا الأمر فيرون أن إزالة "كلمة
"سيتي" من اسم الفريق بعد أكثر من مئة عام من تأسيسه ستكون سابقة
هي الأولى من نوعها وستضرب بعرض الحائط التقاليد العريقة للكرة الإنكليزية، كما أن
استخدام أسماء الحيوانات "رسمياً" في أسماء الأندية موجود أكثر في
الولايات المتحدة وربما شرق آسيا وليس في القارة العجوز، وهناك حتى تخوف من مشجعي الأندية الأخرى في أوروبا من نجاح مالك هال سيتي في تغيير الاسم الذي قد يفتح
الباب أمام ملاك أنديتهم للقيام بنفس الأمر.
مواجهة فتحت الباب لتساؤلات عديدة في الإعلام البريطاني
والأوروبي، فمن هو المالك الحقيقي للنادي، هل هو من ينفق المال من أجل استمرار
الفريق، أو هم المشجعون، من يملك الحق في اتخاذ قرار مثل تغيير الاسم، هل من
المفترض أن يترك لمالك النادي الحق في اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة من دون
الرجوع للمشجعين؟ أم أن المشجعين يجب أن يكون لهم الحق في التدخل وإيقاف ما لا
يروه مناسباً لفريقهم.
موقع الجزيرة الرياضية زار مدينة هال للإجابة عن هذه
التساؤلات من خلال مقابلة رئيس النادي شخصياً، وأيضاً للتحدث مع بعض
المشجعين المؤيدين والمعارضين لفكرة تغيير اسم الفريق.
هال
"هال" أو "كينغستون آبون هال"، التي
اختيرت الشهر الفائت لتكون "مدينة الثقافة في بريطانيا لعام 2017" هي
مدينة صغيرة على الساحل الشمالي الشرقي لبريطانيا يقطنها ما يقارب ربع مليون نسمة،
تأسست في نهايات القرن الثاني عشر، واشتهرت على مدار تاريخها كميناء لتصدير الصوف
ومركز تجاري بين أوروبا وبريطانيا وأيضاً كميناء لصيد الحيتان، ولكن الأمور تغيرت
كثيراً هذه الأيام مع تدهور الصناعة في بريطانيا وانتقال معظم المصانع إلى دول
جنوب وشرق آسيا، وأيضاً لاندثار الصيد التجاري
للحيتان.
وتحظى رياضة الرغبي بشعبية كبيرة في هذه المدينة مع وجود
فريقين شهيرين هما هال إف سي وهال كينغستون روفرز، ولكن بالطبع كرة القدم لها
أيضاً مكانة كبيرة عبر نادي "هال سيتي" الذي تأسس في عام 1904 ولعب
لأكثر من قرن في الدرجات الأدنى للكرة الإنكليزية قبل أن تشهد مسيرته تحولاً
كبيراً في مطلع الألفية الجديدة.
ففي موسم 2002/2003 انتقل الفريق للعب في استاد كي سي الذي
يتسع لأكثر من 25 ألف متفرج بعد أن قضى أكثر من خمسين عاماً في ملعب بوثفيري بارك
الذي لم يكن يتسع سوى لخمسة عشر ألفاً، ومع التغير الجديد أصبحت
مباريات الفريق تشهد أعلى نسب حضور بين الأندية المنافسة له، وخلال سنوات
قليلة صعد الفريق من رابع درجات الكرة الإنكليزية إلى دوري الدرجة الأولى ليصبح
على بعد خطوة من البريميير الليغ.
وينداس يحتفل بالتأهل التاريخي
وبالفعل كان للفريق ما أراد في صيف عام 2008 عنما أنهى الموسم
ثالثاً ليخوض البلاي أوفس وينجح في هزيمة بريستول سيتي في المباراة النهائية على
ملعب ويمبلي بهدف نظيف سجله اللاعب الأسطوري دين وينداس حاجزاً مكانه في
البريميير ليغ للمرة الأولى في التاريخ.
ونجح هال سيتي في البقاء بين الكبار بصعوبة في موسمه الأول
باحتلاله المركز السابع عشر بفارق نقطة واحدة عن نيوكاسل يونايتد الذي هبط للدرجة
الأولى، ولكن الأمور كانت مختلفة في الموسم التالي ولم ينجح النمور سوى في تحقيق
ستة انتصارات فقط خلال 32 مباراة ليشهد صيف عام 2010 ابتعادهم عالم الأضواء بعد
موسمين فقط.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد فمع الأموال الطائلة التي أنفقها النادي للبقاء بين الكبار أصبح غارقاً في الديون وفي اتجاهه لإشهار افلاسه ليخسر عشر نقاط من رصيده ويقترب من الغرق أكثر في الدرجات الأدنى من الكرة الإنكليزية.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد فمع الأموال الطائلة التي أنفقها النادي للبقاء بين الكبار أصبح غارقاً في الديون وفي اتجاهه لإشهار افلاسه ليخسر عشر نقاط من رصيده ويقترب من الغرق أكثر في الدرجات الأدنى من الكرة الإنكليزية.
علام المنقذ
ولكن قبل أربعة أيام من إشهار الفريق رسمياً لإفلاسه ظهرت
بارقة أمل لجماهير الفريق عندما قرر رجل الأعمال عاصم علام شراء الفريق وإنقاذه من
مصير لم يكن أحد يعلم نهايته.
وكان علام قد هاجر إلى بريطانيا مع أسرته في أواخر الستينيات
هرباً من بطش النظام الحاكم في مصر بعد أن أعلن معارضته له رغم توليه حينها لأحد المناصب
الحكومية، وبعد تجاوزه للعديد من المحن في بداية مشواره، استقر في مدينة هال وأكمل
دراسته للاقتصاد قبل أن يعمل كمحاسب في إحدى الشركات المصنعة لمولدات الديزل.
وخلال الأربعين عاماً التالية استطاع علام أن يكون واحداً من
أبرز رجال الأعمال في بريطانيا بعد أن أنقذ الشركة من الإفلاس وأصبح مالكاً لها
قبل أن يجعلها حالياً واحدة من أكبر الشركات المصنعة للمولدات في العالم.
ملعب كي سي معقل الفريق
وعلى مدار العقود الماضية كان لرجل الأعمال المصري
الأصل الكثير من الإسهامات نحو مدينة هال ليس على المستوى الرياضي فقط، بل
أيضاً في نواح أخرى مثل خدمة المجتمع وتطوير التعليم ودعم الأنشطة الثقافية، ويقول
علام "لقد منحتني مدينة هال الكثير على مدار الأربعين عاماً الماضية،
وبالتالي فإن تدخلي لإنقاذ نادي هال من الإفلاس كان أمراً في غاية الأهمية بالنسبة
لي، كان بإمكاني الانتظار حتى إفلاس الفريق وتوفير 27 مليون جنيه إسترليني عند
شرائه، ولكن هذا الأمر كان يعني احتمال هبوط الفريق لثالث مستويات الكرة
الإنكليزية، وهو ما سيحرم مجتمع هال من متابعة مستويات جيدة من كرة
القدم".
قرابة عامين ونصف فقط احتاجهم علام من أجل تحويل نادي هال سيتي من ناد على وشك الفناء إلى ناد ينافس في الدوري الممتاز الإنكليزي، وذلك عبر دعم مادي جعل الفريق قادراً على ضم لاعبين أصحاب خبرة ومدرب قدير مثل ستيف بروس.
قرابة عامين ونصف فقط احتاجهم علام من أجل تحويل نادي هال سيتي من ناد على وشك الفناء إلى ناد ينافس في الدوري الممتاز الإنكليزي، وذلك عبر دعم مادي جعل الفريق قادراً على ضم لاعبين أصحاب خبرة ومدرب قدير مثل ستيف بروس.
النمور
ومع كل ما تحقق في هذه الفترة الوجيزة كانت العلاقة على أفضل
ما يرام بين رئيس النادي وأنصار الفريق، حتى نهاية الصيف الفائت، عندما أعلن علام
أنه سيسعى إلى تغيير اسم الفريق رسمياً إلى "هال تايغرز" أي "نمور
هال" وبالتالي ستتم إزالة كلمة "سيتي" من الاسم الرسمي الحالي
"هال سيتي تايغرز".
النمور، اسم ارتبط بفريق هال منذ مطلع القرن الماضي
هذا الإعلان أثار حفيظة عدد من أنصار الفريق الذين أعلنوا عن
معارضتهم بشدة لهذا التغيير وتمسكهم بالاسم الذي عرف به الفريق لأكثر من 100 عام،
ولكن علام أكد أنه على ثقة من أن التغيير سيكون له تأثير إيجابي كبير على مستقبل
الفريق ودافع عن الأمر بقوله "عندما كنا ننافس في البطولة الإنكليزية لم يكن
هناك حاجة لتغيير اسم النادي، ولكن الفكرة تبدو جيدة للغاية الآن، فنحن في الدوري
الممتاز الذي يتابعه العالم أجمع، وأنا لن أغير اسم الفريق بل سأجعله أقصر، فاسمه
الرسمي الآن هو "هال سيتي تايغرز" وسيصبح "هال تايغرز"، الأمر
هام جداً من الناحية التسويقية العالمية، كلما كان الاسم أقصر كلما كانت فرصة
النجاح أكبر والتأثير أقوى على السوق، انظر لمعظم الشركات الكبرى في العالم مثل
تويتر وغوغل وغيرها، كل أسماء الشركات الكبرى قصيرة".
وأضاف علام "عندما قمت بشراء النادي كنت واضحاً، كرة
القدم نفسها ليست من أولوياتي، لقد أنقذت النادي من أجل مجتمع مدينة هال، وأنا هنا
الآن لإدارة مشروع تجاري، لا يمكن أن أستمر في إنفاق الملايين على النادي دون
إيجاد مصادر الدخل الكافية، أمتلك الخبرة في بناء مشاريع ناجحة من الصفر، وهدفي
الآن هو جعل نادي هال مشروعاً تجارياً ناجحاً قادراً على البقاء من خلال إيراداته
وليس من خلال أي شيء آخر، الأمر هام جداً من أجل مستقبل الفريق لو أراد الاستمرار
بين الكبار في البريميير ليغ".
الجدير بالذكر أن نادي هال سيتي يشتهر باسم النمور منذ بدايته
في مطلع القرن الماضي وذلك بسبب لوني قمصانه الأصفر والأسود، وكانت المرة الأولى التي
ظهر فيها الاسم من خلال تقرير في عدد شهر آذار/مارس عام 1905 من صحيفة "هال
ديلي ميل" المحلية.
بين مؤيد ومعارض
لا شك أن مشروع تغيير الاسم يحظى بمعارضة عدد من مشجعي الفريق،
ولكن علام يرى أنهم مجرد أقلية لا تدرك أهمية هذا التغيير، ويقول آندي دالتون وهو
عضو في حركة "سيتي حتى الموت" "هناك
تقاليد في الكرة الإنكليزية، ولا يمكننا تغييرها بهذه البساطة، أندية كرة القدم
الأوروبية ترتبط كثيراً بتاريخها وتراثها، لا يوجد أندية في إنكلترا وإيطاليا
وإسبانيا تحمل أسماء حيوانات، كما أننا لا نعتقد أن التغيير سيفيد النادي كثيراً،
لن نرضى بذلك، ونحن على ثقة أنه لو تم إجراء استفتاء بين المشجعين فالأغلبية لن
توافق على التغيير".
"نحن
هال سيتي" رسالة من بعض المشجعين
ولكن بحسب ما رأينا خلال تجولنا في مدينة هال، يبدو أن هناك
أيضاً الكثير من المؤيدين لقرار التغيير، ويقول جون بارسلي، وهو سائق أجرة
"يبدو أن بعض الناس نسوا سريعاً ما قدمه عاصم علام لمدينة هال، لو ركزوا
قليلاً سيرون مساهماته العديدة لهذه المدينة، أعتقد أنه أثبت من قبل أنه رجل أعمال
ناجح، ولا بد أنه يعلم جيداً ما يفعله، فهو يسعى لزيادة إيرادات الفريق، ومسألة
تسويق النادي عالمياً ليست بالفكرة السيئة".
وأضاف بارسلي "يمكنه تغيير اسم الفريق لأسباب تسويقية لو
كان الأمر ذا فائدة مادية، والأمر لن يسبب لنا أي مشكلة، فبإمكاننا تسمية الفريق
فيما بيننا بما يحلو لنا، سنستمر في مناداته بـ هال سيتي، أتذكر قبل فترة قصيرة أن
علام سعى لشراء الأرض المحيطة بملعب كي سي لتوسيعه وإنشاء منطقة تجارية تزيد من
إيرادات الفريق، ولكن مجلس المدينة رفض ذلك، عليه إيجاد مصادر دخل جديدة، ومن لا
تعجبه فكرة تغيير الاسم عليه تقديم حلول ومقترحات بديلة تفيد النادي
مادياً".
قرار مرتقب
القرار الآن أصبح في يد جهة واحدة هي القادرة على قبول طلب
تغيير الاسم أو رفضه وهي "الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم" الذي أعلن قبل
أيام قليلة أنه لن يتجاهل أبداً أي طرف من الأطراف، وأنه سيستشير الجميع، بما في
ذلك مشجعي الفريق.
المشجعون المعارضون وبقية مؤيديهم في أنحاء القارة العجوز
سيأملون أن يكون القرار في مصلحتهم، ولكن علام يبدو أيضاً واثقاً أن الموافقة على
طلبه بتغيير الاسم ستشكل حدثاً تاريخياً وأن بقية أندية البريميير ليغ ستحذو حذوه
في المستقبل بعد نجاح فكرته.
وختم علام حديثه
بقوله "أنا فخور للغاية بكوني رئيساً لنادي هال سيتي، والتأهل للبريميير ليغ
كان من أجلّ اللحظات في حياتي، ولكن على الجميع تفهم الموقف، هدفي هو جعل النادي
مؤسسة تجارية قادرة على الاستمرار والبقاء بنفسها، كمالك للنادي يجب علي توفير
المال للفريق، لأن من دون المال لن يكون هناك ناد أو اسم للنادي في الأساس".