Sunday, July 28, 2013

AFC Wimbledon .. The Fan's Club



The story of AFC Wimbledon, from the club's formation years in the 19th century, to their success at Amateur levels, their golden days at the top-level, their decline and finally the club’s miraculous resurrection thanks to a group of great and dedicated fans. 

http://www.aljazeerasport.net/news/football/2013/07/20137271431270372.html


أصبحت كرة القدم في العقود الأخيرة من أهم القطاعات الاقتصادية في العالم.

بحسب تقرير لمؤسسة ديلويت آند توتش نشر في عام 2010، بلغت القيمة الإجمالية لصناعة كرة القدم حول العالم قرابة الخمسمائة مليار دولار أمريكي، وهو ما يتجاوز قيمة إجمالي الناتج المحلي لدول مثل بلجيكا وسويسرا، كما أنها نجحت في مواصلة نموها وازدهارها عاماً تلو الآخر بالرغم من الأزمات المتتالية التي واجهها الاقتصاد العالمي.


وفي الوقت الذي تعدّ فيه الفيفا المنظمة الكروية الأكثر نجاحاً اقتصادياً على المستوى العالمي بدخل سنوي يتجاوز البليون دولار، لا شك أن إنكلترا تمتلك النموذج الاقتصادي الأنجح على مستوى بطولات الأندية المحلية، حيث بلغ إجمالي دخل أندية البريميير ليغ في موسم 2011-2012 ما يزيد عن 3.5 مليار دولار.



وليس غريباً أن يكون الإنكليز هم أصحاب النموذج الأنجح في تنظيم بطولات كرة القدم المحلية، فبلادهم هي مهد كرة القدم وصاحبة أكبر عدد من الأندية في العالم - 40 ألف نادياً - وهم في النهاية الأكثر خبرة مع بطولة دوري عمرها يتجاوز 125 عاماً.



ولكن لا شك أن هذا النموذج التجاري الناجح كان له بعض السلبيات، وخلال العقود الأخيرة تسبب تهافت الكثير من رجال الأعمال الأجانب على شراء الأندية الإنكليزية وسوء إدارة بعضهم لها في إضعافها وإفلاسها، بل وفي بعض الأحيان إلى فناءها، ولعل من أحدث الأمثلة على ذلك نادي بورتسموث الذي كان قبل أعوام قليلة واحداً من أندية الدوري الممتاز وكان ينافس أيضاً في بطولة الدوري الأوروبي، أما الآن فأصبح نادياً مفلساً ينافس في الدرجة الرابعة.



بالنسبة لبعض هؤلاء كان الهدف من امتلاكهم للأندية الإنكليزية هو مجرد تحقيق ربح سريع من إعادة بيعها أو الحصول على قروض بضمان أصولها، والبعض الآخر كان هدفه مجرد التمتع بالشهرة التي يحظى بها كل ما هو متعلق بالدوري الإنكليزي، ولكن المؤكد أن العامل المشترك بينهم جميعاً كان تجاهل عنصر بالغ الأهمية في أنديتهم، وهو المشجعين. فشغف المشجعين الإنكليز بأنديتهم قلما تجد ما يماثله في مناطق أخرى في العالم، وهم يلعبون دائماً دوراً حيوياً في نجاح أي نادٍ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأندية الصغيرة التي تعتمد بشكل كبير على الدخل القادم من مشجعيها من أجل البقاء.



ولعل أحد أهم تلك القصص التي تبرز العلاقة الخاصة بين الأندية ومشجعيها في إنكلترا، هي قصة نادي ويمبلدون، النادي الصغير الذي ذاع صيته في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وكان واحداً من الأندية التي أسست مسابقة الدوري الإنكليزي الممتاز في مطلع التسعينيات.



فبعد أن قرر الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم في عام 2002 نقل فريقهم إلى منطقة بعيدة لا تمت إلى تاريخهم بأي صلة، في سابقة تاريخية لم تشهدها من قبل الكرة الإنكليزية، قدم هؤلاء المشجعين درساً في الوفاء والإخلاص لكل أقرانهم في إنكلترا، وواجهوا سلبيات عالم كرة القدم الحافل بالماديات والجشع التجاري وسيطرة الأندية الكبرى، بنجاحهم في إعادة تأسيس الفريق في زمن قياسي والعودة به إلى الدرجات العليا من البطولات المحلية. 



تاريخ عريق



تعود بدايات النادي إلى أواخر القرن التاسع عشر، وبالتحديد إلى عام 1889 عندما أسس مجموعة من طلبة مدرسة "أولد سنترال" نادياً لكرة القدم في حي ويمبلدون، التابع لضاحية ميرتون جنوب غرب العاصمة البريطانية لندن. وكانت تلك المدرسة تقع على بعد أقل من ميلين من نادي التنس العريق "آول إنغلاند" الذي يستضيف سنوياً بطولة ويمبلدون للتنس. ولكونه فريقاً للهواة، عانى ويمبلدون من نقص شديد في الموارد المالية خلال سنواته الأولى، ولكن الأمور تحسنت تدريجياً، ونجح النادي في شراء أحد المستنقعات القريبة من مقره وحولها إلى أول ملعب خاص به وهو ملعب بلاو لين الذي افتتح في عام 1912.  




ولعب الفريق، الذي اشتهر بألقاب عديدة منها "ذي دونز" وذي وومبلز"، لعقود طويلة في بطولات أندية الهواة والفرق نصف المحترفة، وهي بطولات لم تكن تقل أهمية في إنكلترا عن بطولات المحترفين. ولعل أبرز تلك البطولات كانت بطولة "كأس إنكلترا للهواة" التي تأسست في أعقاب تطبيق الاحتراف في الكرة الإنكليزية عام 1893، وكانت مبارياتها النهائية تقام على ملعب ويمبلي الشهير (بدءاً من أواخر الأربعينيات) وتجتذب في العديد من الأحيان ما يزيد عن 100 ألف متفرج.



تلك البطولة شهدت الإنجاز الأكبر في تاريخ الفريق على مستوى الهواة، حين نجح في الفوز بلقبها عام 1963 بعد أن تغلب في المباراة النهائية على ساتون يونايتد 4-2 بفضل رباعية هداف الفريق التاريخي إيدي رينولدز، علماً أنه حتى يومنا هذا ما زال رينولدز هو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي نجح في تسجيل أربعة أهداف بضربات رأسية في مباراة يستضيفها ملعب ويمبلي.



وبعد عام واحد من تحقيق هذا الإنجاز، قرر مسؤولو النادي الدخول بـ "ويمبلدون" إلى عالم الاحتراف والانضمام إلى دوري الجنوب " Southern League "، الذي كان بوابة للعديد من الأندية إلى الفوتبول ليغ "Football League" .



وللتوضيح فهناك آلاف الأندية في إنكلترا، وأكثر من عشرين بطولة دوري يضم معظمها عدة درجات، وقبل انطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز "Premier League" في مطلع التسعينات، كان الـ "Football League" هو المستوى الأعلى وكان يضم أربع درجات أهمها الدرجة الأولى التي كانت بمثابة الدوري الممتاز الحالي.



مع مطلع السبعينيات أصبح ويمبلدون من أبرز فرق دوري الجنوب، ولكن شهرته الحقيقية على مستوى إنكلترا بدأت في موسم 1974/1975 عندما قدم عروضاً لافتة في بطولة "كأس الاتحاد الإنكليزي" ونجح في الإطاحة بفريق الدرجة الأولى برنلي، ثم واجه في الدور الرابع بطل إنكلترا حينها، فريق ليدز يونايتد، وتعادل معه سلبياً في ملعبه إلان رود، قبل أن يقدم أداءاً مشرفاً في مباراة الإعادة ويخسرها بهدف نظيف.



وفي عام 1977 كان القرار التاريخي من منظمي الفوتبول ليغ بدعوة نادي ويمبلدون للانضمام إلى بطولتهم بديلاً لنادي ووركينغتون في الدرجة الرابعة، لتواضع مستوى الأخير وإخفاقه في تحقيق نتائج جيدة، بالإضافة إلى ضعف الإقبال الجماهيري على مبارياته.



ديكي غاي، الرئيس الحالي لنادي ويمبلدون كان حارس المرمى الأساسي للفريق في فترة السبعينيات، وبالنسبة له فإن تلك الفترة كانت الأبرز في تاريخ النادي رغم ما حققه في وقت لاحق من إنجازات، حيث يقول "كنت محظوظاً للغاية أن أكون أحد لاعبي هذا الفريق، فكان فريقاً رائعاً، وحققنا نتائج لم يكن يتخيلها أحد، لا زلت أتذكر مباراة كأس الاتحاد التي أحرجنا فيها بطل إنكلترا ليدز على ملعبه ووسط جماهيره، كانت المباراة الأهم في مسيرتي بكل تأكيد خاصة عندما تصديت لركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، وبالطبع أنا أيضاً محظوظ للغاية الآن بعد أن أصبحت رئيساً للنادي".



مقارعة الكبار



وشهد العام نفسه حدثاً بالغ الأهمية في تاريخ الفريق حين أصبح رجل الأعمال اللبناني سمير همام واحداً من ملاك النادي. فخلال أربعة أعوام فقط أكمل "سام" استحواذه على النادي الأزرق وأصبح رئيساً له ليبدأ معه حقبة جديدة كانت بكل تأكيد الأنجح في تاريخه.



كما نجح في التعاقد مع لاعبين مميزين للفريق من بينهم المهاجم النيجيري الأصل جون فاشانو الذي انضم للنادي في الشهور الأخيرة من موسم 1985/1986 وكان له دور كبير في صعود "ذي دونز" إلى مصاف أندية الدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخهم.



في موسمه الأول بين الكبار حقق الدونز مفاجآت عديدة، كان أبرزها الفوز على ليفربول حامل اللقب في ملعب أنفيلد، كما أنهى الموسم في المركز السادس متفوقاً على فرق عديدة أكثر منه خبرة مثل مانشستر يونايتد ونوتنغهام فورست.



وفي الموسم التالي سجل ويمبلدون الإنجاز الأكبر في تاريخه عندما تغلب على ليفربول في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي بهدف دون مقابل سجله الأيرلندي الشمالي لوري سانشيز، ليتوج بلقب البطولة الأعرق في العالم أمام أكثر من 100 ألف متفرج على ملعب ويمبلي.



ومع أنه لم ينجح أبداً في تكرار هذا الإنجاز، حافظ ويمبلدون على مكانه بين الكبار لسنوات عديدة، كما كان من ضمن الأندية المؤسسة للبريميير ليغ في عام 1993، واتسعت رقعة شعبيته عاماً بعد عام، ليس فقط بسبب نتائجه المفاجئة أو أدائه، بل لأسباب أخرى عديدة خارج المستطيل الأخضر، مثل التصرفات المثيرة للجدل من قبل رئيسه سام همام ووجود بعض اللاعبين المشاغبين بين صفوفه مثل الويلزي فيني جونز والإنكليزي دينيس وايز، وهما ما دعا الإعلام الإنكليزي حينها لأطلاق لقب "The Crazy Gang" أو العصابة المجنونة على الفريق.



السقوط



في مطلع التسعينيات، بدأت العلاقة بين رئيس النادي والمشجعين في التوتر، فبعد كارثة هيلزبرو عام 1989، قرر الاتحاد الإنكليزي أن تكون جميع الملاعب "All-Seated" وهو ما يعني إجبار الأندية على توفير مقاعد لجميع المشجعين الحاضرين للمباريات.



ولكن الأمر كان صعباً لنادي ويمبلدون، فملعبه "بلاو لين" عمره يقارب الثمانين عاماً، وكان من المستحيل تعديله ليطابق مواصفات الاتحاد الإنكليزي، فاضطر الفريق للانتقال إلى ملعب "سيلهورست بارك" من خلال شراكة مع ملاك نادي كريستال بالاس.



وكان من المفترض أن يوفر مجلس المدينة في ويمبلدون أرضاً جديدة للفريق من أجل بناء الملعب ولكن المفاوضات بين المجلس ورئيس ويمبلدون تعثرت بسبب تعنت الأول، وهو ما أغضب همام ودفعه إلى التهديد بنقل النادي إلى مكان آخر وتغيير اسمه، علماً أن من بين الأماكن التي كانت المرشحة لاستضافة الفريق، العاصمة الأيرلندية دبلن.



بدأ مستوى الفريق في التدهور في نهاية التسعينيات، كما باع همام حصة من النادي لرجلي أعمال نرويجيين، قبل أن ينقل ملكية النادي بالكامل لهما في عام 2000، وهو نفس العام الذي شهد هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية بعد 14 موسماً متتالياً في أعلى درجات الكرة الإنكليزية.



ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فجماهير ويمبلدون كانت على موعد مع المزيد من الأخبار السيئة، وفي الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه أن تعمل إدارة النادي على استقرار النادي مادياً وعودته سريعاً إلى الدوري الممتاز، كان رئيس النادي الجديد تشارلز كوبيل ومالكا الفريق النرويجيين يخططان لشيء آخر، وهو نقل الفريق إلى مدينة جديدة.



بذلت إدارة ويمبلدون جهوداً جبارة من أجل إقناع مسؤولي الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بأن انتقال النادي إلى مدينة ميلتون كينز التي تبعد قرابة 90 كيلومتراً عن ويمبلدون، هو السبيل الوحيد لإنقاذ النادي من شبح الإفلاس، ولكن بحسب جماهير ويمبلدون السبب كان مختلفاً تماماً.



رجل الأعمال بيتي وينكلمان كان يسعى منذ فترة لشراء نادي كرة قدم وضمه إلى أحد مشاريع التطوير العقاري في مدينة ميلتون كينز، ويبدو أنه وجد ضالته في فريق ويمبلدون، فقد كان يبحث عن نادٍ موجود بالفعل في الدرجات العليا من كرة القدم الإنكليزية، بدلاً من تأسيس نادٍ جديد يبدأ من الدرجة التاسعة.



في شهر مايو من عام 2002 قرر الاتحاد الإنكليزي عقد لجنة ثلاثية من أجل اتخاذ قرار بشأن مشروع انتقال نادي ويمبلدون، وسط وقفات احتجاجية للآلاف من جماهير الفريق أمام مقر الاتحاد في ميدان سوهو بقلب العاصمة البريطانية لندن. وفي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكرة الإنكليزية قررت اللجنة السماح بانتقال الفريق إلى ميلتون كينز، لتكون المرة الأولى التي يتم فيها نقل نادي كرة قدم من المنطقة التي تأسس بها إلى منطقة أخرى لا تمت له بأي صلة.



وتجاهل الاتحاد الإنكليزي نداءات جماهير الفريق التي طالبت ببقائه في المكان الذي تأسس فيه والعمل على إعادة تأهيله مرة أخرى في حالة إفلاسه المتوقع وهبوطه إلى الدرجة الرابعة، وقال في بيان له إن الأمر "لن يكون في المصلحة العامة لكرة القدم".



ويتذكر آيفور هيلر، وهو المدير التجاري الحالي للنادي هذه الفترة قائلاً "المصلحة العامة لكرة القدم !!! نقل نادٍ من مكانه الأصلي ومحاولة زرعه في مكان لا يمت له بأي صلة ضد كل قوانين كرة القدم، في رأيي أنها كانت مجرد صفقة تطوير عقاري استفاد منها بضعة أشخاص في الوقت الذي تم فيه تجاهل أصوات آلاف المشجعين المخلصين، وأعتقد أيضاً أن الأمر تم الإعداد له قبل سنوات طويلة من هذا القرار، منذ الفترة التي حاربناهم فيها من أجل منع نقل النادي إلى العاصمة الأيرلندية دبلن، كان أمراً جنونياً".



العودة



كانت الصدمة شديدة على جماهير ويمبلدون، فناديهم الذي تأسس قبل 113 عاماً، تم سلبه من قبل بعض رجال الأعمال وبقرار من لجنة ضمت ثلاثة أشخاص لم يكن لهم أي علاقة بالنادي.



ولكنهم لم ينتظروا كثيراً واتخذوا قرارات سريعة وحاسمة من أجل مواجهة الأزمة، وكانت البداية بمقاطعة جميع المشجعين لفريق ويمبلدون الجديد، فمن بين حوالي 18000 مشجع للفريق، قام ما يقارب 30 منهم فقط بالانضمام لرابطة مشجعي النادي الجديد الذي لم يكن بالنسبة لهم إلا نادياً قام بسلب تاريخهم وإنجازاتهم.



وكان لتلك الخطوة أثر كبير على مستقبل الفريق الجديد، وبالفعل في نهاية موسم 2004 الذي هبط فيه إلى الدرجة الثالثة، قرر مالكوه تغيير اسمه ليصبح "ميلتون كينز دونز". وحتى يومنا هذا ما زال النادي الجديد يعاني من ضعف الإقبال الجماهيري، حيث يبلغ المعدل من 3000 إلى 4000 مشجع فقط، وهو رقم ضعيف بالنسبة للدرجة التي يتنافس فيها.



وقبل مرور أسبوعين من قرار الاتحاد الإنكليزي أعلنت رابطة لمشجعي ويمبلدون بقيادة كريس ستيوارت ومارك جونز وتريفور ويليامز عن تأسيس نادٍ جديد أطلقوا عليه "أي أف سي ويمبلدون" أو "AFC Wimbledon"، و"AFC" هنا لا تعني فوتبول كلوب كما يعتقد بعض، بل تعني "فانز كلوب" للدلالة على ملاك الفريق الجدد وهي رابطة من جماهير الفريق يتم اختيارهم بالانتخاب اسمها "ذي دونز تراست". ويمتلك كل عضو من هذه الرابطة حصة مساوية لجميع الأعضاء الآخرين بغض النظر عن المبلغ الذي دفعه لدعم الفريق.



وفي أقل من شهر تم كشف النقاب عن قمصان النادي والشعار والرعاة الرسميين، بالإضافة إلى مدربه الجديد، وهو اللاعب السابق في الفريق تيري إيمز، الذي عمل على اختيار الفريق الجديد من بين 230 لاعباً أبدوا رغبتهم في الدفاع عن ألوانه، كما تم الاتفاق مع نادي كينغستونيان على السماح لفريق ويمبلدون بلعب مبارياته في ملعب "كينغزميدو" الخاص به.



وبدأ أي أف سي ويمبلدون مشواره من الدرجة التاسعة، ولكنه لم يحتج الكثير من الوقت من أجل استعادة عافيته، وفي خلال تسعة مواسم صعد الفريق خمس درجات، حيث نجح في موسم 2011-2012 في تسجيل عودته إلى الدرجة الرابعة أو "League 2" ليصبح أول نادٍ تأسس في القرن الحادي العشرين ينافس على هذا المستوى، كما سجل خلال مشواره رقماً قياسياً محلياً في الكرة الإنكليزية بعدم تعرضه لأي خسارة في 78 مباراة متتالية.



مشجعو الفريق كان لهم الدور الأكبر في ما وصل إليه ويمبلدون، ليس فقط لكونهم ملاك الفريق الحقيقيين، ولكن لأنهم دائماً يملؤون مدرجات ملعب كينغزميدو التي تتسع لخمسة آلاف متفرج، وهناك علاقة خاصة بين المشجعين واللاعبين ومسؤولي النادي، فهم كعائلة واحدة، ومن الصعب أن تجد مثيلاً لهذه العلاقة في الأندية الكبرى، وتجربة حضور المباراة في ملعب كينغزميدو تكون دائماً ذات طابع خاص. 



ويقول جون بالكين، وهو مشجع لنادي ويمبلدون منذ مطلع الستينيات "أحرص على حضور مباريات الفريق مع زوجتي بيفرلي، ولم أفوت إلا مباريات قليلة منذ أول مباراة تابعتها للفريق في مطلع الستينيات، مؤازرة الفريق من أهم المهام الأسبوعية لي، ما حدث في عام 2002 كان أسوأ تجربة في حياتي، فقد تم سلب النادي الذي نشجعه، ولكن علينا الآن محاولة نسيان الأمر والتركيز على بناء الفريق".



طموحات



موسم 2012/2013 كان صعباً لفريق ويمبلدون، ليس فقط لأنه انتظر حتى اليوم الأخير من الموسم من أجل الحفاظ على مكانه في الدرجة الرابعة، بل أيضاً لأنه اضطر لمواجهة غريمه "ميلتون كينز دونز" في كأس الاتحاد الإنكليزي، وهي مباراة قاطعها معظم جمهور الفريق رغم أنه قدم عرضاً جيداً وخسر في الدقائق الأخيرة.



ولكن ماذا عن المستقبل؟ وهل يعتقد مسؤولو الفريق أن بإمكانهم قيادته مجدداً ليكون واحداً من فريق البريميير ليغ؟



نيل آردلي المدرب الحالي للفريق رأى أن الأمر ممكن ولكنه سيتطلب بعض الوقت وقال "إنه هدف طويل الأمد، علينا التقدم خطوة بخطوة، وأعتقد أن في حالة نجاحنا في بناء ملعب جديد يتسع لجمهورنا خلال السنوات الخمس القادمة سيكون من الممكن التطور بشكل أسرع، ويمبلدون نادٍ رائع، ويستحق كل النجاح الذي حققه، ما صنعه المشجعون خلال السنوات العشر الأخيرة هو بمثابة معجزة، وأنا في غاية الفخر لكوني مدرباً للفريق".



وهو الأمر الذي أكده أيضاً المدير التجاري للفريق هيلر بقوله "بناء نادٍ ناجح يجب أن يكون بطيئاً واقتصادياً ومناسباً للإمكانيات المادية، علينا أولاً تثبيت أقدامنا في الدرجة الرابعة وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين جيدين، كما أن تطوير أكاديمية الناشئين في النادي سيكون لها دور حاسم في مستقبل الفريق، لو نجحنا في الحصول على ملعب جديد وبلوغ الدرجة الثانية أو "Championship" في خلال عشر سنوات فسنكون قد حققنا إنجازاً هائلاً".



وتابع هيلر "تجربة نادي ويمبلدون أثبتت أن مشجعي الفريق يجب أن يكون لهم الأولوية، فالنادي يجب أن يمثل الأغلبية وهم المشجعون وليس الأقلية التي تملكه، وأعتقد أن أندية كثيرة ستحذو حذونا في المستقبل خاصة مع استمرار الظروف الاقتصادية السيئة، ودون وجود الفرق الصغيرة مثل ويمبلدون لن يكون لكرة القدم معنى، فحينها سيتبقى فقط بضعة فرق كبرى هي في حقيقة الأمر مجرد شركات تجارية عملاقة".